يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
74156 مشاهدة
إقرار مدرس الرياضة للطلاب بارتداء الملابس الرياضية وفيها بعض المخالفات الشرعية


س 66: وسئل -وفقه الله- ما توجيهكم لإخواننا مدرسي التربية الرياضية حول إقرار بعضهم للطلاب الذين يرتدون ملابس الرياضة وفيها بعض المخالفات ؛ إما كون السروال قصيرًا فيبدو نصف الفخذ أو جزء منه، أو ارتداء ملابس رياضية، وهي ما تسمى بالفنايل عليها صور لذوات الأرواح لبعض الفنانين أو بعض الممثلين أو بعض اللاعبين، وسواء كانوا كفارًا أم مسلمين، أو مدون على ملابسهم الرياضية جمل باللغة الأجنبية تحمل في طياتها معاني سيئة للغاية؟
فأجاب: الواجب إنكار هذه الألبسة، والمسئولية تقع على المدرسين أولا، ثم على الأولياء ثانيًا، حيث إن المدرس هو الذي يطلب من التلاميذ إحضارها، فالطالب يشدد في إحضارها على ولي أمره فلا يجد بدًّا من تلبية الطلب، وسواء استنكرها الولي بفطرته ومعرفته، أو جهل حكمها، وحسن الظن بالأستاذ الذي شدد في طلبها؛ فالواجب على المسئولين إنكارها وعدم إقرارها، وهذا الواجب يعم مدير المدرسة ومدرس المادة وزملاءه، ولو لم يكونوا من أهل تلك المادة.
فإن السراويل القصيرة منكر سواء ما ظهر معه بعض الفخذ، أو كان ضيقًا يمثل حجم العضو، حتى يخيل إلى الناظر أن من لبسه عريان تمامًا، ولا شك أن ذلك منكر وزور، فقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تبرز فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي أو ميت رواه أبو داود وروي عن ابن عباس وعبد الله بن جحش وجرهد الأسلمي مرفوعًا: الفخذ عورة كما علقه البخاري
ثم إن ظهور ذلك من الفتيان يدفع إلى الفتنة، ويسبب الميل إليهم بطلب الفعل المحرم، ولقد كان السلف -رحمهم الله- ينهون عن صحبة الأحداث، سيما أولاد الأغنياء والأثرياء؛ لما فيهم من الجمال الفاتن لمن نظر إليهم، فكيف بمن يلازمهم دائمًا، فكيف بما إذا تجردوا من اللباس المعتاد، وبدت أفخاذهم ناصعة البياض، وتمثلت عوراتهم وراء ذلك اللباس الضيق؛ فعلى هذا إذا لم يكن بد من لباس خاص للرياضة فليكن السروال واسعًا فضفاضًا، كما يكون ساترًا للركبة وما فوقها، وهكذا تكون الفانيلة ساترة للظهر والبطن والمنكبين والعضدين، فلا يبرز من هؤلاء الشباب إلا المعتاد كالذراع والساق والرأس والعنق.
وهكذا ينكر ارتداء الفانيلات التي تحمل الصور لذوات الأرواح لما ورد من الأمر بطمس الصور ومحوها مطلقًا، ولو كانت صور بعوض أو نحل أو ذباب، فكيف إذا كانت صور أشخاص مشهورين بالمعاصي، كالمغنين والفنانين والممثلين واللاعبين، سواء كانوا مسلمين أو كفارًا، فلبس هذه الأكسية ليس شرطًا في الرياضة، وفي الحلال مندوحة عن الحرام، كما أن الألبسة المباحة السالمة من هذه التماثيل متوفرة في كل مكان، وقد تكون أيسر وأرخص ثمنا، وأسهل على أولياء الأمور الذين يغلب عليهم الفقر والفاقة، وهكذا لا يجوز ارتداء الصور التي في القلانس ونحوها، ولا الأكسية التي بها صور أو كتابات بلغة أجنبية تحمل معاني خبيثة، فالواجب إنكار ذلك على من استوردها وتركها عنده حتى تكسد وتتلف؛ عقوبة له على ترويج هذه الأكسية المحرمة أو المشتملة على الحرام، والله أعلم.